وراء كل رجل عظيم إمرأة ( قصة قصيرة)

هو سعيد الآن بعد مرور سنة من علاج زوجته في مستشفى للأمراض النفسية و اللتي يحبها حبا شديدا هاهي جالسة بجانبه في سيارته الصغيرة ومنطلق بها إلى ذلك العلو اللذي يطل على المدينة في ذلك الليل الهادئ ......إنطلق بها لترفه عن نفسها ..... بعد هذا المرض اللذي ألم بها .....
بدأ يحدثها أنها حبه الوحيد ....وأنه لا يمكن الإستغنا عليها .....لا يمكن أن يعيش بدونها ......البيت مظلم بدون وجودها .....حياته أصبحت بلا معنى ....
مرة بعد مرة يلتفت إليها وينظر إليها وهي صامتة ..... تنظر إلى الطريق فقط ولا ترد عليه ....
أوقف سيارته على العلو المطل على المدينة ونزل من سيارته وأسرع وفتح لها الباب من الجانب الآخر وأخد بيدها وتقدم بها إلى الحافة متحدثا إليها :

أنظري يا زوجتي العزيزة إلى المدينة وإلى أضوائها و إلى هذا المنظر الجميل ...هنا يعيش الناس بكل أصنافهم هنا الفقير والغني هنا الأمير والوضيع ....في هذه المدينة سنصنع عشنا الصغير سنربي فيه أبناءنا
وسنسهر على هذا العش حتى يكبر ويكبر ويكبر ..... حتى يصبح قصرا .....في هذه المدينة سأصنع مجدا يتوارته أحفادنا جيلا بعد جيل .....وبطبيعة الحال سيكون بمساعدتك لي ومساندتك وتضامنك معي ....

أخد الرجل الحماس وتقدم إلى أمام الحافة ورفع كلتا يديه عاليا وبدأ يرفع صوته بشدة وبقوة :

هنا في هذه المدينة سأصبح عظيما وعظيما جدا سينظر الناس إلي ويشيرون هاهو العظيم وستكتب الصحف عن الرجل العظيم ولكنهم سيكتشفون أن وراء هذا العظيم إمرأة عظيمة هي أنت يازوجتي الغالية ....أنت اللتي ستكونين سبب عظمتي لأنك بتضحياتك وبسبب وقوفك ورائي وتحفيزي ودفعي إلى الأمام لا يمكن إلا أن أكون عظيما ......سأحقق هذا الحلم وستكونين أنت ورائي تدفعينني إلى الأعلى .....
(وبحماس وقوة ) تدفعينني إلى اعتلاء مراتب العظمة .....فهيا بنا ياعزيزتي إدفعيني بكل قوتك لكي أبدأ الصعود ....إدفعيني ليقول الناس وراء كل رجل عظيم إمرأةعظيمة ..... إدفعيني ...... إدفعيني .... إدفعيني ....
وفي تلك اللحظة تقدمت الزوجة فدفعت زوجها ملبية النداء ...... دفعته بناء على رغبته .....حققت له الحلم ..... لكن دفعته بقوة أكبر مما يتصور ....فبدل الصعود إلى القمة .....سقط في الهاوية .