لم دائماً ما يكون خير شبابنا إلى غيرنا ؟ سؤال أمهات دائما ما أجده يتردد هنا وهناك؟؟؟ أم تروي لنا قصتها مع ابنها الذي تعبت عليه كثيراً..
حملت به وربته وسهرت عليه مدة لا تقل عن خمس وعشرين سنة... فرحت لفرحه وحزنت بل وتقطعت ألماً لحزنه... وفي نهاية المطاف خيره كله كان لزوجته الجديدة... زوجته التي لم يعرفها إلا من مدة يستحيل أن تكثر عن مدة معرفته بوالدته... والله انه لشيء يحز بالنفس وهي تقول للأم الأخرى وعيناها مملوءة بالحسرة على ما حصلت عليه, بأن لا تنتظر شيء من أبنائها بعد الزواج... يسافر ويبخل عليها بهدية صغيرة تعبر لها عن حبه واشتياقه الشديد لها... هدية صغيرة ترد لها جزء صغير مما عليه من حقها؟؟؟؟ مكالمة لطالما تتكرر لزوجته وفي جميع الأوقات بينما والدته.. إن حدثها بالعطلات وفي وقت فراغه فهذا شيء لطيف جداً منه؟؟؟ وقبل الزواج... أخواته عندما يطلبن منه شيئاً يحضره لهن بعد تكرار حوالي الـ100 مرة ؟؟؟ وحتى ابنها الذي لم يتزوج بعد... عندما تطلب منه أن يخرجها لتنشق القليل من الهواء يستاء متسائلاً وبلا مبالاة لما ستشعر به, كيف تطلب منه هذا الطلب؟؟؟ ويخبرها بأنه لا يمكن له أن يخرج برفقتها ورفقة أخته.... بينما لو خرج مع أخرى لكان أحب ما على قلبه. لا... بل انتقلت العدوى أيضاً إلى من يحملن بداخلهن العاطفة الجياشة... العاطفة التي لا يملكها النصف الآخر؟؟؟ إذ تفضل الفتاة الذهاب مع صديقاتها هنا وهناك وأمها بالمنزل تنتظر عودة ابنتها الحبيبة التي تواعدت على الخروج معها لقضاء بعض الحاجيات... لم تتوقع بأن يدق جرس الهاتف من ابنتها التي تخبرها بأنها ذهبت آنفة مع صديقاتها لقضاء هذه الحاجيات. والمشكلة أن هذا الشيء ليس في عائلة واحدة أو إثنتين... بل دائما ما أجده يتردد وكثير من الأمهات يتحدثن به وكأنه شيء اعتيادي.. كأنه شيء معتاد عليه من الأجيال السابقة حتى جيلنا الحالي؟؟؟؟ حتى أنهن جعلن الأمل في وجود أبناء بارين وعطوفين ومقدرين حق آبائهم عليهم, أمل لا تتجاوز حدوده العشرة بالمئة. أنا هنا لا أتحدث عن الأبناء العاقين. وإنما أتحدث عمن يظنون بأنهم بارون جداً وبأنهم من خيرة الأبناء بينما لو راجعوا تصرفاتهم وأقوالهم لوجدوا الكثير الكثير مما يجرح أهاليهم دائماً.. أين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمهات؟؟؟ وأين توصية إسلامنا الحنيف بالأمهات؟؟؟ وأين بر الوالدين؟؟؟ وأين الرفق بالقوارير؟؟؟ أخواني بالله ... يا من كل من يقرأ هذه الكلمات أتمنى عليكم اليوم, وفي هذه اللحظة بدقيقة وقوف... دقيقة ملاحظة... دقيقة محاسبة... واسأل نفسك هذا السؤال؟؟؟ أتعامل أخواتك بالواقع.. أخواتك من أمك وأباك.. كما تعامل أخواتك بالمنتدى؟؟؟ سؤال نحن هنا لا نريد له إجابة... ولكنه والله يحز في نفسي أن يكون هنا وفي شاملتنا العزيزة أي شخص كان.. مقصر في حق والديه.. مقصر في حق أمه وأخواته. أخواتي بالله أرجوكن... يا من تملكن هذه العاطفة... لا تقصرن في حق أمهاتكن... إنهن والله لنعمة لا نعرف قيمتها إلا بعد زوالها. وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وذكــــر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فلعل هذه الكلمات اليوم.. تكون لنا تذكرة تغيرنا للأبد.. وتعيد بعض حقوق أهالينا علينا وإن لم نستطع ذلك أبداً.. وحتى نتنبه أيضاً لما قد غاب عنا فترة قصيرة كانت أم طويلة.. لكي لا نسأل عنه يوم القيامة وتكون الفرصة حينها قد ضـــــــــــــاعت
منقول