MY DREAMS بحار مبتدئ
عدد الرسائل : 38 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: واهب الحياة ... الثلاثاء أغسطس 12, 2008 4:02 am | |
| واهب الحياة
تتعدد المهن بتعدد أحوال البشر..
بطبيعة احتياجاتهم...
حينما رأيته بمهنته تلك ..
غبطته عليها ..
تمنيت ان اكون مكانه ...
و كيف لا ومهنته هي حياة ..
كان ينسق الأزهار ..
يقلمها ..يعتني بها ...يزرع فيها..
أحاسيسه و أفكاره ...و كل وجدانه...
حتى تنضج و تغدو ...
ليس ككل الأزهار ...
ثم تسير في هذه الحياة لتكمل ما جاءت من أجله ...
و تكون صلة وصل بين ...
قلوب و أرواح ..
تربط الأفئدة و تشد العرى ...
و تغلف الكون ببسمة ...
أجل و لم لا ؟؟؟
فهي ككل شىء ..
وجدت لغاية ..
لسبب ..لخلق ما ...
تلك الأزهار الحمراء الجورية
حينما يعتني بها ..
و يزيل أشواكها..
و ينظف أوراقها...و يمسح وريقاتها الحمراء ...
بعطفه و حنانه ..
حتى تزدان براءة و لمعانا و ونساَ..
كانت كل وردة في محله تعطي انطباعا خاصا ..
لكن..
ما كان يشد انتباهي حقا ..
براعته في المحافظة عليها ...
براعته في محبتها ..
براعته في جعلها تتسابق نحو السماء ..
تم تأتي يد أخرى لتحملها ...
و لتأخذها ...
مهما كان حنان تلك اليد ..
فهي ليست ببراعته ..
ليست بقدرته على بث الحياة ..
في كل نظرة لأوراقها ..
و ككل يوم ..
يغدق كل ما يملك من عواطف من مشاعر على أجمل الكائنات ...
لتغدو في المساء خارج نطاقه ..
تؤدي دورها في الحياة ..
و مع كل وداع كانت عيونه تتكلم بالكثير الكثير الكثير ...
ربما جميل بنا أن تقدر على بث ما نملك..
من عظيم عواطف ..
في نبات ..
مميز ..
يكبر و ينمو ..
لكنه لا يلبث أن يغادر ..
فما كانت العلاقة يوما ..
بين بشري و ورد...
سوى آنية ..
ربما لأن عمر الورود قصير ...
كعمر كل جميل ..
و ربما لأن البشر اعتادوا نقل مشاعرهم غالبا بواسطة ما ..
ثم يستغنوا عنها ...
و ربما لأنها الحياة ...
ككل مساء ..
أغلق مكان عمله ..
الخالي من الزهور...
ككل ليلة ...
بعيون حزينة ..
و لم لا يحزن ؟؟
و قد بث كل شيء فيها
ثم غدت راحلة ..
دون عودة ...
أترى المهنة يوما ما كانت لتصبح جزءا كبيرا من الأعماق ...
أم حبه لكل جميل يشبه وجهها المنير ذاك ..
هو ما يجعله متعلقا بكل أزهار الكون و وروده ..
أغلق و انتهى يومه و عاد الى بيته ..
بفرح انه عاد ..
و بحزن انه دون ورد ...
دون زهرة ما ..
و ان كانت روحه معلقة في كل زهرة وكل وردة ...
تحملها يداه...
كان عزاؤه الوحيد
إنها الحياة
و إنها سنتها
و إنها مشيئة المولى تعالى...
حينما يعطي كل شيء لوردة واحدة..
يرسمها هنا داخله ..
قد يراها و قد لا يفعل..
قد تغيب و قد لا تفعل ...
قد تعلم و قد لا تعلم ...
مضحكة هي الحياة...
عندما لا يكون فيها طريق مشترك ..
بين بشري يبث الحياة في وردة ...
و وردة تبث الحياة في بشر...
لطالما أضحكتني ..أمور عدة ..
أعجز عن وصفها ..
و أدعها تمر بسلام ..
لأنني لا أملك لها قيدا ...
لكن هنا ..
أضحكتني حد البكاء ...
أنّى ...لعمر وردة أن يطول ...
بعد أن خرجت عمن يسقيها روحه...
و أنّى ...لعمر بشر أن يطول .....
وهو يسقي كل شيء من روحه ... منقول | |
|